تحميل دروس و محاضرات في علم الدلالة pdf الفصل الرابع شعبة الدراسات العربية S4. بالإضافة إلى كتب وملخصات. كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمغرب
مدخل إلى علم الدلالة

المفهوم اللغوي للدلالة
تصاريف الدلالة عند أهل العلم كثيرة واستعمالاتها متشعبة المسالك نوجزها فيما يلي: الدلالة بالفتح والكسر، والاسم ” الدلالة والدلولة والدليلي ” ” ومنه دله على الطريق يدله دلالة ودلولة بمعنى أرشده وهداه إليه. ومن أئمة العرب من ميز بين الدلالة و الدلالة ( بالفتح والكسر ) كأبي البقاء الكفوي الذي حدد الفرق قائلا:
“وما كان للإنسان اختیار في معنى الدلالة فهو بفتح الدال، وما لم يكن له اختيار في ذلك فيكسرها، مثاله إذا قلت : دلالة الخير لزيد فهو بالفتح أي له اختيار في الدلالة على الخير، وإذا كسرتها فمعناه حينئذ: صار الخير سجية لزيد فيصدر منه كيفما كان”. هذه المادة تعني في مجملها الهداية و الإرشاد والتوجيه وخلاصة القول إن تصاريف السديد القويم
المفهوم الاصطلاحي للدلالة
الدلالة بالمفهوم الاصطلاحي عند أهل العلم عبارة عن علاقة تلازم ذهني بين شيئين اثنين متى وجد الأول فهم منه الآخر بالفعل أو القوة ” والدلالة هي كون الشيء بحيث يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، أي بحيث كلما يحصل ذلك في الذهن ينتقل الذهن منه إلى شيء آخر ويدرکه ( .. ) فالأول، أي ما لزم من العلم به العلم بشيء آخر دال. والثاني أي ما يلزم العلم به من العلم بالغير مدلول
ويعرف التهانوي الدلالة في كشاف اصطلاحات الفنون بأن : “الشيء بحالة يلزم من العلم به شيء أخر”
” ومن العلماء من قال بالنسبة عوض التلازم :” لما كانت الدلالة نسبة بين اللفظ والمعنى، | بل بينهما وبين السامع، اعتبرت إضافتها تارة إلى اللفظ فتفسر بفهم المعنى منه أي انفهامه، وتارة إلى السامع فتفسر بفهمه المعنى أي انتقال ذهنه إليه “.
ويرى الشريف الجرجاني أن الدلالة ” إذا نسبت إلى اللفظ قيل إنه دال على معنی کون اللفظ بحيث يفهم منه المعنى العالم بالوضع عند إطلاقه، وإذا نسبت إلى المعنى قيل إنه مدلول هذا اللفظ بمعنى كون المعنى منفهما عند إطلاقه، فكلا المعنيين لازم لهذه الإضافة
من خلال هذه التعريفات المقتضبة نخلص إلى أن هناك تصورين مختلفين للدلالة، الأول منطقي صوري عماده التلازم الذهني بين الدال والمدلول، والآخر تداولي استعمالي يقول بالنسبة بين اللفظ والمعني باعتبار القصد.
الدلالة والمعنى
ارتبط مفهوم الدلالة بالمعنى في الثقافة العربية الإسلامية، ونمثل لذلك بالتصور الذي قدمه ابن فارس للدلالة في علاقتها بالمعنى وبالكلام. فالمعنى من ” عنيت بالكلام كذا أي قصدت وعمدت ” وبذلك تكون الدلالة الأولى هي القصد. وقد يكون المعنى من” عنت القرية إذا لم تحفظ الماء بل أظهرته ” 10 فتصبح الدلالة الثانية هي الإظهار وقد يكون اشتقاق لفظ المعنى من ” عنت الأرض بقبات حسن إذا أنبتت نباتا حسنا (…..) ولم تعن هذه الأرض أي لم تقد” | فتكون الدلالة الثالثة هي الإفادة. وفي هذا السياق خص ابن فارس دلالة معاني الكلام عند أهل العلم بباب خاص مسماه “باب معاني الكلام” وهي عند أهل العلم عشرة، خبر واستخبار، وأمر ونهي، ودعاء وطلب، | وعرض وتخصيص، وتمن وتعجب
ومن علماء العرب من عرف الدلالة بالحيثية والفهم ” إن تعريف الدلالة بكل من الحيثية والفهم صحيح، وذلك لأن الحيثية كالعلة المادية (…………….) دلالة اللفظ على المعنى لا تحصل إلا يكون اللفظ متصفا بالحيثية المذكورة، والفهم كالعلة المادية إذ الفهم هو المقصود بالوضع على تلك الحيثية فهو الباعث ذلك الجعل”
والخلاصة مما ذكر في التعريفات السالفة الذكر، هي أن الدلالة علاقة بين الدال والمدلول بالفعل أو القوة والمعنى هو نتيجة هذه العلاقة. وبناء عليه ستكون الدلالة أعم وأشمل من المعنى لأنها تدرسه من جهات نظر مختلفة، تأخذ بعين الاعتبار القصد والمرجع الخارجي والسياق بمفهومه العام والمتكلم والسامع والدال و المدلول
أقسام الدلالة
تصنيف باعتبار وجه العلاقة بين الدال والمدلول
إن العلاقة من هذا المنظور قد تكون ذاتية بين الدال والمدلول وتخص الدلالة الوضعية والدلالة العقلية وقد تكون عادية وهي الدلالة الطبيعية
الدلالة الوضعية
وهي دلالة تخص الوضع سواء كان لفظا أو غير لفظ والوضع هو: تخصيص شيء بشيء بحيث إذا فهم الأول فهم الثاني 13. ويذهب أهل اللغة وجمهور الأصوليين إلى أن مفهوم الدلالة الوضعية اللفظية مرتبط بفهم المعنى من اللفظ إذا أطلق بالنسبة إلى العالم بالوضع وحجتهم في ذلك أن الفهم مرتبط بالدلالة وجودا وعدما
خلافا لذلك يرى أكثر المناطقة وبعض الأصوليين أن الدلالة الوضعية اللفظية هي كون اللفظ كلما أطلق فهم المعنى للعلم بالوضع، لأن الدلالة صفة للفظ باعتباره دالا على معناه. وفي هذا السياق يرى الدكتور حنون مبارك أن مقومات الدلالة لا | تنحصر في الدال والمدلول بل أيضا في طبيعة العلاقة بينهما والمتمثلة هنا بالوضع، والعناصر الثلاثة هي المشكلة لهذا النوع من الدلالة المسمى بالدلالة الوضعية
نستنتج مما سبق ذكره أن الدلالة الوضعية اللفظية عمادها الوضع والاصطلاح أي الاتفاق والاعتباطية في نسبة العلاقة بين الدال والمدلول مع تخصيص مدلول لدال بعلاقة تنتج عنها الدلالة وهي الغاية المطلوبة بالافتراض والقصد.
الدلالة العقلية
وهي دلالة يستنتجها العقل من علاقة الدال بالمدلول – قد تكون لفظية أو غير الفظية – أساسها مبدأ العلية
“فالدلالة العقلية يجد العقل بين الدال والمدلول علاقة ذاتية ينتقل لأجلها منه إليه، والمطلوب بالعلاقة الذاتية استلزام تحقق الدال في نفس الأمر تحقق المدلول فيها مطلقا،سواء كان استلزام المعلول للعلة كاستلزام الدخان للنار، أو العكس كاستلزام النار للحرارة، أو استلزام أحد المعلولين للأخر کاستلزام الدخان للحرارة.
من هذا المنطلق ستكون الدلالة العقلية دلالة استنتاجية استنباطية مصدرها العلاقة التي ينجزها العقل بين الدال والمدلول، فهي إذن مخالفة للدلالة الوضعية من حيث جهة النظر لأنها استنباط مخالف للوضع والاعتباطية
الدلالة الطبيعية
دلالة سببها الطبع والطبيعة ومصدرها علاقة طبيعية بين الدال والمدلول تحدد خصوصیات حصول الشيء في الذهن. ” فالطبع والطبيعة والطباع في اللغة السجية التي جبل عليها الإنسان، وفي الاصطلاح يطلق على مبدأ الآثار المختصة بالشيء، سواء كان بشعور أو لا. فالدلالة الطبيعية إذن تقوم على علاقة بين الدال والمدلول مصدرها الفطرة والسجية. ويمكن تلخيص ما سبق ذكره في الخطاطة التالية…
تحميل محاضرات في علم الدلالة pdf
علم الدلالة 1
علم الدلالة 2
مواد الدراسات العربية بالمغرب
قم بزيارة الصفحة الرئيسية لشعبة الدراسات العربية للوصول إلى جميع المواد (دروس، امتحانات، كتب…)
أو قم بزيارة المواد المقترحة أسفله:
– التركيب
– الأدب المغربي والأندلسي
– المسرح
– عمل الدلالة في العربية
– الصرف
– مناهج النقد الأدبي الحديث
اترك تعليقاً